قصه حزينه (ابي احبك )

السلام عليكم ...قصه حزينه ومبكيه جدا

يروي احدهم مما عاش التجربه

إلى كل من يفكر في الطلاق..


أنا ضحية طلاق سأروي لكم قصتي ومعاناتي ولكم أن تتخيلو ايهما ارحم اليتم أم الحرمان في الحياة..

تطلقت والدتي من أبي وأنا مازلت صغيرا..بدأت اعي لما يدور حولي بدأت افهم أن هناك شيء غالي اسمه أبي..

كنت انظر إلى من هم في سني كيف آبائهم يتعاملون معهم يتدللون ويطلبونهم الحلاوة. والهدايا..كنت اشعر باشتياق وكنت اسأل نفسي أين أبي ..
وكنت اسأل والدتي عنه كثيرا فكان ردها انه مسافر..

دخلت ألمدرسه وتعلمت في الأناشيد حنان الأب الجميع ينشدون كلاما أما أنا فكنت أعيش الكلمات حرف..حرف..

إذا حضر ولي أمر طالب في صفي يسأل عن ابنه..

كنت أغمض عيوني وأعيش حلما ..

كنت احلم أن أبي الذي جاء ويسأل المعلم عن مستواي ..ويمدحني المعلم..فيفرح أبي..

فيناديني..اذهب إليه مهرولا ..ويقبلني ويمنحني كلمات كلها وعود..

افتح عيني لأجد أن الأمر ليس الا حلما..قد أهدر الدموع من بين الأهداب..فتتساقط الدموع على الدفاتر التي ياما ضربني المعلم على تبللها..وياما عاقبتني أمي بأن أعيد كتابتها ..

كنت أقول في نفسي إنهم مساكين..كانوا يحسبونها قطرات ماء بللت الأوراق فأذابت الحبر على الأسطر..

اعذرهم لأني كنت اكتم عنهم تلك الدموع..

..عند الانصراف من ألمدرسه كان الجميع آبائهم في انتظارهم...يستقلون سياراتهم ويؤشرون لي بحركة اليد << باي باي >>

.كان عندي إحساس بان أبي سيحضر يوما ما وسيحملني في سيارته وأشير لهم بنفس الحركة..

كنت انتظر إلى أن يخلو الشارع من الطلاب ..وأبقى أنا وذلك الشارع..في انتظار أبي ولكن لم يحضر..احمل حقيبتي وأعود للمنزل..عودتي يغلبها النضرات للخلف عله يأتي؟

يكسرني الحزن والعتب على أبي ولكن غدا سيأتي وسأعاتبه..

ويتلو اليوم يوم و الأيام أيام والإحساس بحضور أبي يكبر في داخلي..يضربني المعلم فاوعده باني سأخبر أبي وسيأتي غدا ويضربه كما ضربني..كما فعل صديقي وجاء أبيه واوعده إن المعلم لن يضربه ..نعم غدا سيأتي ابي يوعدني بان المعلم لن يضربني ..

ولكن لم يحضر ابي..

كبرت وانتقلت الى مرحلة دراسيه اخرى..مرحلة المتوسطه.. غمرني شعور باني كبرت وبدات شواربي تبدى خطوطها على وجهي..وعضلاتي في الفتول ..شعرت باني لااستطيع ان اعيش بدون اب.. كنت في لحظات الحزن اغلق غرفتي واشتكي له واناديه ان يتعجل ليأتي فانا اريد الذهاب معه ولكن اعود الى عقلي واضحك على نفسي ان الغرفه خاليه ليس بها احد يسمعني..ولكن اصر على الكلام لان احساسي صادق بان غدا سيأتي ابي..



بدأت ابحث عنه وهل لي اعمام ..عرفت ان والدي يعيش في مدينة لاتبعد كثيرا عن جده..وانه متزوج وله اولاد..

كم كنت متشوق اليه كنت معجبا فيه ..فهو الذي عاش في خيالي بقوته وجشأة صوته الرخيم ونضراته القاسيه ..نعم انه ابي القوي ..انه الحب الخالد في قلبي ..انه الحب الذي تركني احمل الحزن عليه ..

وذات يوم حضر خالي الى المدرسه..وطلبني من المدير..خرجت معه واستقلينا السياره ..

كنت غاضبا لأنه اخذني من عالمي الذي انسى فيه الآلام ..ولكن افرحني بخبر ..خبر كان له وقع في نفسي ..

خبر تجمدت له كل الحواس الصامته ..

قال اننا ذاهبين الى حيث يعيش ابي..اغرورقت عيوني بالدموع..

لم اصدقه ..ذهبنا الى المنزل ..وجدت والدتي قد جهزت لي حقيبه ..وقالت لي ستذهب مع خالك الى ابيك ..

واوصتني بأن اكون رجلا ..

استقلينا السياره ..ونحن في الطريق كنت اوهم خالي انني نائم..

والحقيقه كنت افكر ..حائر ..ياربي ..كيف سأقابل ابي ..هل اقبل يديه اولا ام راسه ..نسيت اسأل اصحابي كيف يتعاملون مع ابائهم ..هل اتمسك به ولاارجع ؟؟..

خطرت على عقليتي الصغيره فكره كانت رااائعه..

ان اذهب الى السوق واشتري له بعض الهدايا..فذلك قد يفرحه..

ذهبنا الى السوق واشتريت الهدايا وغلفتها ..وكتبت عليها كلمتين ..ابي احبك ..

وصلنا الى المنزل ..كان عباره عن بنايه من اربع طوابق..وقفنا امام الباب ..وجدنا اناس كثيرون ..

كنت احلق في النضرات ..من منهم ابي؟؟

بعد ان استقبلونا ادخلونا الى داخل البنايه..وجدنا ناس غيرهم يجلسون داخل صالون استقبال كبير ..

بعد قليل حضر رجل ومعه شابان..عرفني عليهما خالي..وكانوا عمي وابنيه ..

جلست بقرب عمي ..وسألته اين ابي..

كان صامتا لايرد علي ..وانا اكرر عليه السؤال اين ابي؟؟

قال لي ...قل انا لله وانا اليه راجعون ..فقلت..

قال لي ان ابيك قد انتقل الى رحمة الله في حادث سير ..صباح هذا اليوم ..

وبدأو يفهموني الصبر ..

دخلت الى الحجره الداخليه وجدت نساء ..كانت من بينهن زوجة ابي التي سلمت عليها وعرفتني على اخواتي ..

وكان عددهن اثنتين..

ادخلتني الى حيث يرقد ابي..كان ينام في كفن ابيض..فتحت زوجته الكفن واذا بوجهه امام عيوني..

وقفت صامتا ..انهالت دموعي بصمت كما عودتها ..ولكن هذه المره الدمع والبكاء كان مختلفا عن الماضي..

ذابت في دموعي كل كلمات العتاب ..وتناثرت تلك الدفاتر المبتله بدموعي..وذابت الهدايا..

علمت وقتها انني قوي ..لاني استطعت ان احبس الانفاس..

ولكن هزمني ضعفي ..

لم اعرف الضعف الا في تلك اللحظه..حينما ارتميت كالدميه على صدره ..

كان ميتا في عيونهم ..ولكن صوته له ضجيج في اذني...


دخلوا الرجال وحملوه ..وكنت احمله في قلبي ..تمسكت بالنعش ..

وصلنا الى المقبره ..نزلت معه القبر..فتحت الكفن عن وجهه..

كم كنت متشوقا لارى وجهه مرة اخرى..

خرجت من القبر ..وقفت وعيني في عينه ..ولكن حال الطين بيننا ..

عدت الى دفاتري القديمه ..وضعتها في مكانها ..لم يراها احد ..

كم كنت متمني ان يراها ابي..لعل بدموعها يعود الي وياخذني من احزاني التي انهكت طفولتي البريئه..
مازلت محتفظ بها الى الآن..

الحمدلله على ماقضى وقدر..
الحمدلله كبرت وتزوجت وانجبت اولادا وبنات ...

الى كل من يفكر في الطلاق ..راجع حساباتك الف مره ..لاتكونوا سببا لآلام بامكانكم ان تجعلوها سعاده لابنائكم

اتمنى منكم المرور تحياتي لكم

مشكوووره ويشر فني ان اكون اول الرد على موضوعك الرائع

مشكوور على المرور

وين الردود

يسلمو عنوني حلوه القصه

نفس راعيت الموضوع